
قالتها لى واحدة وقحة فى وشى:انتى بتطلعى وحشة أوى فى الصور!
بعد ان بكيت من جميع فتحات وجهى،اعترفت لنفسى اخيراً و بعد محاولات مضنية:
انا مبعرفش اتصور!
أقولها،لأنها أمر واقع.
كانت مسألة التصوير بالنسبة الى عقدة نفسية حقيقية منذ الطفولة،
مليش صورة عدلة سوى صورة اخذت لى فى السابعة من عمرى،بفيونكتين،
و ابتسامة بريئة شجاعة.
بعدها حاولت الف مرة،الف مرة ان اجيد الأمر،
لايمكن،ان زاوية فمى ترتعش،
و جسدى يتشنج و ابتسامتى تضمحل و تتيبس،
و اطبق فمى على اسنانى لا أعرف كيف اظهرها،
والصورة التى أراها فى المرآة ليست كالتى اراها فى الصور.
اننى لا استطيع الاسترخاء امام شئ،امام جماد
ان ابتسم لمجرد ان ابدو حلوة امام شئ و ان يلتقط تلك الحلاوة و يخزنها.
تهربت من مليون مناسبة اجتماعية و اغلقت الباب على نفسى،
لأننى أخاف من تلك اللحظة المرعبة التى تخرج فيها الكاميرا من جرابها،
و اضطر الى مواجهتها.
اخى قال لى:ان الموضوع يحتاج الى قدر من القدرة على التمثيل و الكذب،
الحقيقة ان كلنا نكذب و نمثل،انا لست ملاكاً
قلت له فى مرارة: الأمر يحتاج الى قدر من النرجسية و الثقة بالنفس،
وانا لا املك كلاهما بالنسبة لشكلى،رغم اننى لست سحلية ولا عفريتة،
لكن الثقة بالجمال ليس لها علاقة بالجمال نفسه على قدر ما لها علاقة بالاحساس بالجمال،
كما قال ايليا ابو ماضى،
و قد جرى تحطيم تلك الثقة عمداً منذ طفولتى حتى لا انشغل عن الدراسة.
ان الموضوع معقد،الثقة لا تكتسب ببساطة،
ربما انا اشعر بتلك الثقة-أو الغرور- بالنسبة لأفكارى و قناعاتى،
لكن للأسف لا توجد كاميرا للقناعات،
والا لكانت ابتسامة قناعاتى مذهلة!