الأربعاء، 20 يوليو 2011

ما كان،وما سيكون!


هل كنا-قبل أن يأتوا-نقفز على الشجر؟
هل كنا همجاً؟
لا أعرف،لقد ولدت فى ساوث كارولينا،وولدت أمى فى ساوث كارولينا.
اليس هذا وحده كاف لنصبح أمريكيين صالحين؟
مستر بلاكستون يقول،لا،انتم زنوج.
...فقط.
********************
لا أحد يلقى تحية الصباح على فانيسا.
ولا أحد يرد تحية الصباح لفانيسا.
ولا أحد يدعو فانيسا الصغيرة لكعك.
سوف تكبر فانيسا،وسوف يقول مستر بلاكستون دائماً حين يراها فى الفستان و المريولة الزرقاء: يا له من مشهد طريف.القرود فى الثياب الحديثة مشهد طريف دائماً.
هل رأيتنا ونحن نتكلم أيضاً ايها الغبى؟
هل سمعتنا ونحن نرتل السلام لمريم؟
*********************
انتهت الانتخابات البلدية،ذهب عمدة ابيض و جاء عمدة أكثر بياضاً.
من ذا الذى ينتخب زنجياً؟!
ومن الزنجى المخبول الذى يرشح نفسه؟
سألت مسز اميلى بلاكستون الصغيرة:
هل نحن امريكان يا سيدتى؟
قالت:طبعاً فانيسا.
سألت: اذن لماذا؟
تنهدت:لأن الذى يملك القوة يملك كل شئ.
همست،خوفاً من مستر بلاكستون.
*********************
أساطير عن الزنوج:انهم قردة،
انهم أكلة لحوم بشر،
انهم يبقعون الثياب بلونهم.
أنا لا ذيل لى،
ولم آكل انساناً فى حياتى،
ولم أبقع ثوباً الا ببقايا الفطير.
فهل هذا يجعلنى امريكية صالحة؟
**********************
قالت لى مس بتريشيا بلاكستون فى ارستقراطية:
فانيسا..نحن نقدم لكم خدمة.لقد جئتم من الغابة عرايا فكسوناكم،جئتم أميين فعلمناكم،سكنتم الأكواخ و الأشجار فأسكناكم بيوتاً آدمية،تركبون المواصلات و تتسوقون،أغلب سادكم يعاملونكم كالبشر،و يكفيكم فخراً ان جيش الولايات المتحدة من البيض يحميكم أيضاً،لماذا تتذمرون؟
صمت للحظة.
"مس بتريشيا؟"
"ها؟"
"هل طلبنا منكم اى شئ من كل هذا؟!"
**********************
عندما صار لى أولاد،توقفت عن السؤال،إلا مرة.
سألت زوجى،وهو عائد يتغنى،وسط احتفالات الجمهوريين بفوز وارين هاردينج بانتخابات الرئاسة.
"اليس للزنوج حقوق دستورية يا مارشال؟"
ضحك،ضحك ضحكته المجلجلة،ضحك فسقط على الأرض.
"أوه،يا امرأة! انهم يرون ان بقائنا أحياء نعمة كافية لهم الحمد عليها!"
لم أضحك،قلت له بمرارة:
"كانت اميلى بلاكستون آدمية رغم كل شئ.كانت ترانا بشراً رغم كل شئ"
"وسوف تصبح منبوذة و عانساً.أو ستتزوج،و سيستطيع زوجها اقناعها ان الخنازير تطير يا نيسا"
صمت،صببت له وللأطفال الحساء و قطعت الخبز.

********************